في ظل التغيرات العمرانية العنيفة التي تشهدها القاهرة، المتمثلة في عمليات الهدم، التهجير القسري، ومحو معالم المدينة المألوفة، تُعرّف هذه الورشة المعاني وراء توثيق وأرشفة التجارب الحياتية والتاريخ الذي أصبح مهدد بالضياع. فلا تقتصر الأرشفة على مجرد الحفاظ على التراث؛ بل تتحول إلى أداة للمقاومة، حيث يصبح الغياب وتشتت الذاكرة بمثابة شهادة على عمليات المحو أثناء حدوثها. في هذا السياق، تسعى الورشة لإستكشاف كيفية توثيق ليس فقط الخسائر العمرانية المرئية، بل أيضًا الجوانب الغير الملموسة—التجارب الحسية، الارتباطات العاطفية، والمناظر الشخصية المرتبطة بالذاكرة التي غالبًا ما تتجاوز حدود الأرشيفات التقليدية.