تسلط هذه المحاضرة الضوء على أهمية التعامل مع الجمال كمفهوم أخلاقي بالمعنى الأعمّ الذي يحوي الجوهر المعنوي والحسّي الملموس، أى يجمع بين الأخلاقيات والجماليات تحت مظلة واحدة. يرتكز البحث على دراسة منهجية شمولية تكشف الدور المحوري الذي يلعبه مفهوم الإحسان—الذي يدمج الخير والجمال معاً—في البنية الكونية والأخلاقية والاجتماعية للقرآن الكريم. كما يربط الحوار تلك المفاهيم بالنتاج الثقافي للحضارة الإسلامية عبر مختلف أشكاله الفكرية والفنية والمعمارية.
يتناول النقاش علاقة الشخص مع محيطه وأثر الفكر الحداثي الغربي الذي يفصل الإنسان عن الطبيعة في تشكيل نظرتنا للأمور ويؤكد على أهمية التعامل مع التخطيط العمراني بصورة شمولية تربط الجوهر بالظاهر والحاضر بالماضي والروحاني بالدنيوي كي تتسنى لنا نظرة أكثر رحابة وجمالاً ووجود متناسق مع تراثنا ومع طبيعة الكون.
أميرة أبو طالب حصلت على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من قسم الدراسات الدينية بجامعة هلسينكي بفنلندا حيث تشغل الآن منصب باحث زائر. مهتمة بدراسة التداخل بين الأخلاق والجماليات في النص القرآني و علاقة ذلك بالواقع المعاش. صممت كورس دراسي ركزت فيه على مفهومي الفكر والجمال في الحضارة العربية الإسلامية وقامت بتدريسه في الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل أن تدرسه بجامعة هلسنكي. تهتم بالعمل المجتمعي وتساهم في جمعيات أهلية تعمل في مجالات البيئة وتمكين المرأة وكذلك الصحة العامة. قبل دخولها المجال الأكاديمي شغلت أميرة مناصب تنفيذية في وكالات الدعاية في القاهرة وفي لوس أنجلوس. نُشر لها مؤخراً مقال بعنوان "مفهوم الإحسان في القرآن: إعلاء قيمتي الخير والجمال في المعاملات الأسرية والاجتماعية" في كتاب العدل والإحسان في الزواج, نحو قيم أخلاقية وقوانين مساواتية الصادر عن دار نشر الكتب خان باللغة العربية و بالإنجليزية عن دار نشر وان وورلد.
** هذه المحاضرة مفتوحة بالمجان للجمهور ولكن يتطلب التسجيل للحضور، ستقام باللغة العربية.
تنظم هذه المحاضرة بالتعاون مع مادة «مُقاربة نقدية للتراث والتاريخ» - جزء من برنامج دبلومة 2025 بمركز دراسات العُمران التطبيقية (BIAS-AME).
تم تنفيذ هذا المشروع بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق، من خلال منحة مقدّمة من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون – SDC.